إذا كنت تفكر في الانتحار فعليك أن تعلم أنني أعلم أشياء عنك ، نعم أنا أعلم أشياء عنك ، و سأثبت لك ذلك من خلال هذه المعلومتان:
1- أنت لا تشعر بالراحة و تريد حل نهائي يشعرك بالراحة .
2- لديك مشكلة ما لا تستطيع حلها أو قام أحد بأذيتك كثيراً ، قد تكون المشكلة جسدية أو نفسية أو مجتمعية أو غيرها .
و الآن بعد أن اثبتت لك أنني أعرف أشياء عنك ، إقرأ المزيد لتعرف كيف عرفت ذلك و هل أن تفكيرك في الانتحار هو الصواب أم لا:
هل تفكر في الانتحار؟ إذاً عليك أن تقرأ هذا المقال أولاً
تمكنت من معرفة القليل من المعلومات عنك فقط لأنني عرفت أنك تفكر في شيء ليس طبيعي، نعم التفكير بالانتحار ليس بالأمر الطبيعي.
من يفكر عادة في الانتحار يكون ذلك بسبب شيئين، الأول هو شيء يحفزه و هي مشكلة لا يستطيع حلها أو شخص قام بأذيته فتكون هذه هي المشكلة ولكنه لا يعلم ، و الثاني هي مغالطة بأن الحل النهائي و الراحة ستكون مع الانتحار ولكن هل هذا أمر صحيح؟ تابع معي لتعرف.
سنناقش السبب الأول و هي المشكلة:
المشكلة صعبة و مرة و مزعجة أليس كذلك؟ ولكن هذا هو حال كل المشاكل ، لا أحد منا يريد ان تبقى مشكلة لديه عالقة من دون حل، و اسأل نفسك: هل أنا الوحيد الذي لدي مشكلة؟
صدقني عندما أقول لك بأنه ربما لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض ليس لديه مشكلة و بأن الأشياء التي ترى أنها مشاكل تافهة مثل البشرة الدهنية أو القشرة في الشعر قد تكون هي مشاكل كبيرة بالنسبة لمن لديهم ، ولكن يختلف الناس في طريقة التعامل مع المشاكل التي لا يمكنهم حلها.
إذاً تلك المشكلة التي تبدو كبيرة جداً و تدفعك مراراً و تكراراً للانتحار هي تخدعك ، إنها ليست كبيرة بل أنه قد يكون لها حل أصلاً ، و إن لم يكن لها حل فيمكن التعامل معها و سأخبرك كيف فتابع القراءة.
السبب الثاني وهو مغالطة الحل النهائي:
لنقل أن مشكلتك ليس لها حل ، و أنك لم تستطع التعامل معها ( و هو أمر مستحيل و سنخبرك كيف لاحقاً) ، إذاً هل الحل هو الانتحار؟لنبحث في الأمر قليلاً.
ماذا سيحدث إذا انتحرت؟
أولاً : عملية الانتحار هي عملية شاقة ومؤلمة و قبيحة بعكس ما يعتقد البعض ، مهما بدت الطريقة سهلة و من دون ألم فإن خروج الروح من الجسد هو ليس بالأمر السهل و المريح ، ألم تسمع مسبقاً عن منازعة الموت؟قليلون جداً هم من يموتون دون عناء وهذه حالات نادرة جداً فلا تبني أي أمل عليها.
ثانياً : إذا لم تكن ممن يؤمنون بالبعث بعد الموت فإن أقل ضرر هو لمن يحبونك ، هل فكرت في الأذى الذي ستسببه لهم طوال حياتهم؟ و ماذا عن كيف سيذكرك الآخرون؟ إذا ذكروك سيقولون "نعم ذلك الجبان الذي انتحر؟"، هل تريد أن يذكروك هكذا كشخص خاف من الواقع؟
ثالثاً : إذا كنت ممن يؤمنون بالبعث فالديانات التي تؤمن بالبعث لا تسمح بالانتحار، معنى ذلك أن تخلصك من المشكلة الأولى سيخلق لك مشكلة أخرى أكبر.
و إذا كنت من المسلمين فدعني أساعدك أكثر هنا:
القرآن الكريم محفوظ من التحريف صحيح؟ فالله سبحانه و تعالى قال { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (سورة الحجر آية 9)
و كدليل علمي آخر فلا تنسى أنه في كل جيل هناك المئات إن لم يكن الآلاف أو أكثر ممن يحفظون القرآن الكريم ، هذا غير النسخ القديمة المحفوظة ، إذاً لا يمكن أن يحرف أحد القرآن و هو من الله سبحانه و تعالى.
فما الذي يقوله الله سبحانه و تعالى عن الإنتحار؟ يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }{ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } (سورة النساء ، الآيات 29-30)
إذاً أنت تقوم بخلق مشكلة جديدة و أكبر بكثييير من مشكلتك، هل تتحمل وضع يدك في النار لدقيقة؟ كيف إذاً بنار جهنم؟
الإنتحار لم و لن يكون يوماً حلاً لمشكلتك و لا تدع أي أحد يخدعك بكلام غير هذا فالروح التي لديك ليست ملكاً لك و إنما هي أمانة سيستردها الله سبحانه و تعالى في وقتها فحافظ على الأمانة.
إذاً ما هو الحل؟
اتفقنا أن الانتحار لن يكون الصواب ، إذاً بقي لدينا في المعادلة شيء واحد، وهو السبب الذي يدفعك للتفكير بشكل خاطىء هكذا.
هي مشكلة بكل تأكيد، و كل مشكلة تحتاج لبحث جاد عن حل ، و ركز على كلمة جاد هنا ، إبحث بشكل مستمر عن حل لمشكلتك في المصادر الموثوقة المختلفة ، إصرف ساعات من وقتك في البحث الجاد عنها و كلما بحثت بشكل أكبر كلما اقتربت من الحل.
ماذا لو لم أجد الحل؟
الخطوة الثانية هي بالاستعانة بالآخرين ، تحدث مع من تجدهم أهلاً لحل مشكلتك هذه من عقلاء و خبراء ، إطرح المشكلة معهم و ناقشها.
ماذا لو لم نجد الحل أيضاً؟
هنا يأتي دور التعامل مع المشكلة بطريقة التعايش معها ، فلو كانت مشكلتك هي مرض ما مثلاً و لم تجد له علاجاً فعليك أن تتحلى بالأمل فقد يكتشف علاج لمشكلتك في أي يوم ثم انظر إلى الكثيرين من البشر الذين لديهم مشاكل أكبر منك و يعيشون معها ، لا تفعل مثلهم بل تغلب عليهم و اثبت قوتك و تعايش مع المشكلة.
ماذا لو أنني لازلت أفكر في الانتحار؟
بعد ما قرأت عليك أصلاً أن تحذف هذه الكلمة من قاموسك فمعناها ليس سوى (أن أضر نفسي من دون سبب) ، و لكن لو لازالت هذه الأفكار تراودك فإن آخر شيء عليك أن تقوم به هو أن تستسلم لها ، إلجأ فوراً إلى شخص مقرب و عاقل و يريد الخير إليك ، إلتق به الآن و اجلس معه وحدكما و أخبره كل ما يجول في عقلك ، قد يكون شخصاً في عائلتك أو عالم دين أو دكتور نفسي ، المهم أن يحمل الصفات السابقة.
أخيراً سأشاركك بوجهة نظر بسيطة:
هذه الحياة التي تسترخصها و تفكر في إنهائها بسبب مشكلة ، كم شخصاً يمكن لها أن تساعد قبل أن يأتيها الأجل بشكل طبيعي؟ كم من الخير تستطيع أن تفعله للآخرين فتحل مشاكلهم و تتعايش مع مشكلتك حتى يأتي يوم حلها و أنت ترسم البسمة على وجوه الآخرين؟
هذه الروح لها يوم مكتوب للرحيل فلا تتدخل فيه بل اسعى و اعمل ليكون يوماً يذكرك الكل فيه بما فعلته من خير و إحسان في حياتك.
موقع "جديد كوم"
https://jadeedcom.blogspot.com
هذه المقال يساعد الباحثين عن الجمل التالية:
تعليقات